كن صادقا مع نفسك

0
3699

كن صادقا مع نفسك


منذ ولادتنا، كنّا سعداء فقط لمجرد أنّنا نرى أنفسنا كبشر. لقد أحببنا كل شيء وكل شخص. ثم بينما نكبر، يأخذنا العالم شيئًا فشيئًا من خلال إدراك ما نسميه عيوبنا. لذلك نبدأ في تدمير أنفسنا من خلال تدمير البشر الآخرين أيضًا. لأنه عندما لا تستطيع تحمل عيوبك، فإنّك تكره عيوب الآخرين أكثر.
نعم، هذا صحيح، ليس من السّهل أن تظهر نفسك كما أنت. هذا مخيف وفي بعض الأحيان يكون من الأسهل القيام بدور ردّ فعل وقائي بسيط. مثل الحديث عن شيء و القيام بشيء آخر، و هنا سنكون ببساطة غير مخلصين لأنفسنا.
لكن، يجب أن ندرك أنّ معرفة الذّات ليست عقبة في طريق السّعادة، بل على العكس تمامًا.

في الواقع، كثير من النّاس لا يدركون ماذا يمكن أن يفيدهم الإفصاح عن هويتهم للآخر. كيف أنّهم قد يشعرون بالارتياح لعدم السّعي إلى تقييم أنفسهم بناءً على ما يقوله الآخرون و حتّى يمكنهم أن يتمكّنوا أخيرًا من الوثوق بأنفسهم. و علاوة على ذلك، والأهم، من وجهة نظري، هو إعطاء الفرصة للآخرين ليحبّوننا كما نحن.

عندما نكونوا صادقين مع أنفسنا


بشكل عام، نفضّل أن نكون غير مخلصين على أن نكون مخلصين لأنفسنا! إنكار قيمة أو أكثر من القيم التي عادة ما تحفزنا وتوجه سلوكنا! عدم الاستماع إلى احتياجاتنا و أذواقنا و رغباتنا لصالح رغبات واحتياجات شخص آخر. وفيسبوك و تويتر الكثير من الشّبكات الاجتماعية حيث لا يسعنا سوى فضح حياتنا. حيث يسعى كل واحد منا ليعبر عن وجوده لكي يفكر فيه الآخرون ويغار ويحبوه. وهو ما يعقد مهمّة شخصيتنا، على الأقل، لتأكيد أنفسن، وممارسة التّعبير عن أنفسنا بكل صراحة خوفًا من النّقد! ومن هنا جاء موقف الهروب!


« 
معرفة الذّات تزدهر في الحوار ومعرفة الآخرين« 

مخلصون في علاقاتنا


لذا، لكي تصبح صادقًا مع نفسك، عليك ببساطة أن تتعلم أن تقول لا!

نعم، تعلّم أن نقول « لا » هو المفتاح لتأكيد معتقداتنا و قيمنا و حدودنا
بالطّبع، معرفة كيفيّة قول « لا » لا يعني بالضّرورة الدّخول في صراع مع الآخر. لكن قل « نعم » عندما تريد أن تقول « لا » ! لا تعظّمنا في عيوننا و لا في عيون الآخرين. يؤدي تبني أسلوب الهروب إلى الشّعور بالذّنب والاستخفاف بنفسك.
عليك أن تجرؤ على قول « لا« ، وتجرؤ على الاستياء. في الواقع، عليك الانتباه إلى بيئتك وإلّا فسوف تسيطر عليك! سيجعلك تنحرف عن أهدافك. ممّا يعني أنك سوف تكون في وضع مقابل الآخرين.
في الحقيقة، الوجبات الجاهزة مثيرة للاهتمام، أريدك أن تعرف ذلك، إذا كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب؟! ليس لديك هدف أو سبب للعيش؟! ما هي الحياة التي تريدها؟ أو إذا كنت تريد دائمًا إرضاء الجميع؟! هناك، سيخبرك الآخرون تلقائيًا بما يجب القيام به، توجيهك وسيتم، للأسف، التّلاعب بك.
قل كفا، و استيقظ. تولّى مسؤولية حياتك، إنّها ملكك. إذا كانت هناك أشياء غير سارّة فيها، فيجب عليك أن تبحث عنها، تعديلها وتصحيحها. إذا كنت صادقًا مع نفسك، فستتحسّن علاقاتك. لأنّ معرفة حدودك والقيام بالتزام مسؤول، سيكون موضع تقدير من حولك وسيسمح لك بالعيش في سلام مع نفسك.

مخلص في الحب


بحسب سادجورو في قصّة حب مضمونة، يفقد النّاس حسّهم السّليم مع حبّهم أو كراهيّتهم!
إذا قلت، أنا أحب شخصًا ما، فسوف تبالغ في الأشياء الجيّدة عنه.
وإذا قلت، أنا أكره شخصًا ما، فسوف تبالغ في الأشياء السّيّئة عنه.
لا يمكنك تشكيل الآخرين كما تريد! ليس دورنا أن نفعل ذلك. من ناحية أخرى، يمكننا تشكيل أذهاننا وعواطفنا وطاقتنا لنكون قادرين على جذب العلاقات المتوازنة فقط.
في الواقع، بينما نغيّر أفكارنا، يتغيّر العالم من حولنا أيضًا.
ببساطة كن لطيفًا في جسدك، لطيفًا في عقلك، لطيفًا في مشاعرك، ولطيفًا في طاقاتك. سوف تكون كائنًا أفضل.
تذكّر أن تجعل نفسك ممتعًا وألا تكون للآخرين.
كما استشهد بهذا المثال: إذا كانت عواطفك غير سارّة؟ إذا أتى شخص ما إلى هنا، فسوف تشاركه هذا السرور. وإذا كانت مشاعرك مزعجة، فستشاركها معه أيضًا، لأنّك لا تستطيع أن تشارك شيء لست عليه.
لذلك إذا كنت تريد أن تكون لطيفًا مع شخص ما، فكن لطيفًا، ليس لأنّه لطيف، ولكن ببساطة لأنّك كذلك.
إن بوابة الحياة، وفقًا لسادجورو، هي أن تكون متّزنًا، حيث يمكنك رؤية كل شيء كما هو. ستفعل كل شيء فقط بقدر ما هو ضروري. لن تبالغ في أي شيء.

آمل أن تكون هذه المقالة مفيدة لك.

إذا كنت ترغب في مشاركة وجهة نظر أو إحدى تجاربك لا تتردد في التعبير عن نفسك في منطقة التعليقات.

دعنا نتطور معا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا